الشاي ......................
للشاي
بالأقاليم الصحراوية طقوس خاصة وأوقات معينة يتم إعداده فيها ، ورغم أن
الشاي ليس غاية في حد ذاته ، إلا انه يستحيل عند الصحراويين أن يعقد مجلس
أو يحيى سمر دون إعداد الشاي " أتاي " وحول صينية الشاي يتم تداول الأخبار
ومناقشة أمور الحياة عامة . .
وقد
حافظ الصحراويين على أدبيات وطقوس إعداد الشاي القديمة ، ومن أبرز هذه
العادات ما يصطلح عليه الصحراويون ب "جيمات أتاي الثلاثة " وهي الجماعة إذ
من الأفضل أن يتم تناول الشاي مع الجماعة ومهما كثر عددها كان ذلك أفضل و
"الجر" ، كناية عن استحسان إطالة المدة الزمنية لتحضير الشاي وهو شرط يتيح
للجماعة فرصة تناول أمورها بروية و تأن ، والجمر ، إذ من الأفضل إعداد
الشاي على الفحم .
و
يعتبر الشاي من الأولويات التي يجب أن تقدم للضيف ، لذا حرص الرجل
الصحراوي منذ القدم أن لا يخلو بيته من هذه المادة بالغة الأهمية والتي
يسعى إلى جلبها من البلاد البعيدة ، وقد كان يضطر أحيانا إلى شراء الشاي
بمبالغ باهظة جدا ، وقد حدثت مقايضة كيلو غرام واحد من الشاي ، أو قالب
واحد من السكر ، بناقة أو جمل أو برؤوس عدة من الغنم .
ويطلق
على معد الشاي" القيام" ويتم اختياره من بين أفراد الجماعة وفق مواصفات
معينة من بينها : بلاغة الحديث وإتقان الشعر، ودماثة الخلق ، وحسن الصورة
( الوسامة ) وأن يكون من أصل طيب ، ويعتبر إسناد مهمة إعداد الشاي إلى أحد
أفراد الجماعة من باب التشريف وليس التكليف. .
ويجد الصحراويين متعة خاصة في مشاهدة " القيام " وهو يعد لهم كؤوس الشاي ، حتى يتسنى لهم
إبداء ملاحظاتهم وتعليقاتهم على الأخطاء التي قد يرتكبها معد الشاي ومن
بينها : أن لا يحسن التعامل مع أدوات إعداد الشاي ، أو تقديم كؤوس شاي غير
مطبوخة جيدا ، أو لا يعتني بنظافة صينية الشاي ، أو أن يكثر القيام
والجلوس ويبالغ في الحركة والكلام .
ومن فوائد الشاي الصحية المساعدة على
عملية الهضم لذا حرص الصحراويون على تناول الشاي بد وجبات اللحم الدسمة .
وعموما لا يعتبر الشاي في الصحراء مشروبا تقليديا فحسب ، بل سمة من سمات
الكرم الصحراوي ، وعلامة من علامات الحفاوة وحسن الاستقبال ، حيث أن
الصحراويين ينادون ضيوفهم لتناول الشاي أكثر من الأكل.
ويطلق الصحراويين على" القيام" المعروف
بجودة إعداد كؤوس الشاي " فلان تياي " على وزن فعال ، ومن الطقوس لدى
الصحراويين أثناء جلسة الشاي الرمي بالأكواب ( الفارغة ) في اتجاه "
القيام" إقرارا منهم بجودة كؤوس الشاي ، خاصة إذا كان المجلس يتكون من
الشباب .
ويطلق الصحراويين على الشاي بالغ
الجودة " هذا اتاي يكلع ادواخ " ، أي أن هذا الشاي مزيل لآلام الرأس ،
خاصة كؤوس الشاي التي يتم إعدادها عصرا ، التي يطلق عليها الصحراويين "
أدحميس " ويستحيل أن يهمل الصحراوي احتساء " أتاي الدحميس" إلا في ظروف
قاهرة .
وقد ينتهي الصحراويين لتوهم من جلسة
شاي طويلة جدا ، ويدخل بعض الضيوف المتأخرين ، ويقولون" نعلو أتاي "بمعنى
هل نعيد إعداد الشاي ؟ إكراما لضيفهم وتحسبا لرغبته في شرب الشاي